Page 205 - أكاديمية القاسمي: الدليل الأكاديمي 2018/2019
P. 205
التدريسية على مبدأ تربوي يعمل حسبه المعلم أيضا بوصفه مرب َّيا ,مشخصا ومق ّيما .من
الواجب على المعلم في نهج كهذا أن يكزن شريكا دائما لبرنامج تربوي-بحثي ,مدروس
ومنهجي يشمل دراسة عمله ومدى حساسيته نمشاكل طلابه.
معرفة المعلمين هي معرفة عملية تكتسب أثناء التمعن والمراقبة الدائمة خلال اكتساب
الخبرة .في مركز العملية معرفة تكمن في الممارسة العملية ،للتنبؤ بالنتائج ,والتصرفات,
والتعميمات وتطبيق العبر والاستنتاجات .ولهذا ينبغي على المعلم في إطار عمله أن يكون
مشاركا في الخطاب الاجتماعي-التربوي للطلاب ويخطط عمله كمنظومة بحثية.
يتمتع المعلم (نتيجة الأبحاث) بفرص للتعلم كيف يجري بحثا وكيف يتعلم من خبرته ,وذلك
لتطوير مهاراته المهنية وتطوير قدرته على طرح الأسئلة والقضايا التي تخص مجال عمله
(بحث ميداني).
على خلفية الانتقال من نموذج نقل المعرفة إلى طريقة المنهج البحثي ,فإننا ندعي بأنه يطلب
من المعلمين أن يكونوا مستهلكي بحوث واعين وناقدين ,لكونهم ينفذون عمليات محددة ذات
طابع بحثي (قياس وتقييم) وكذلك لمشاركتهم (بوصفهم موضوع النظر في البحوث) في
مجالات تربوية كثيرة.
وعليه ,فعلى المعلم أن يفحص نفسه وطرق عمله بشكل منتظم ومنهجي وذلك لبلورة مواقف
واضحة تتعلق بنجاعة عمله ,وعليه أيضا أن يعرف ويحدد المصاعب والمعضلات التي
تواجهه وتواجه طلابه ,ان يتركز لإيجاد اتجاهات وجوانب للتغيير ,للتحسين والتوثيق مما
يضيف معرفة على الهوية المهنية والتعليمية.
يعرض المساق التدريس كمهنة عملية-انعكاسية ,يتطرق الطلاب إلى القضايا التالية :كيف
يقيم المعلمون عملهم في التدريس؟ لماذا يفعل الطلاب ما يفعلونه؟ أو لا يفعلون ما يجب فعله
في عملية التعلم؟ ما هو الاتجاه المحفز للتعلم لدى الطلاب؟ أي خطة أو برنامج تعليم يفضل
في حالات خاصة؟ ما هي الاستراتيجيات التي تلائم الأهداف التعليمية المهنية أو التربوية
التي بناها المعلم بالتعاون مع الطلاب؟
تجرى خلال الدورة مناقشات على أبحاث عن التدريس والمعلمين ومنها يقيس المعلمون على
عملهم من منطلق أن جهاز التربية دينامي ,مركب (من الناحية الاجتماعية) ,متنوع وأحيانا
غير متوقع.
معالجة مشاكل الانضباط ( 1ساعة سنوية) إن الإزعاج في الصف أمر شائع .يواجه الكثير
من المعلمين مضايقات من الطلاب وثرثرة وسلوكا وقحا مصحوبا أحيانا بتحرش وإيذاء
كلامي أو جسدي .يكرس قسم لا يستهان به من الدرس لمعالجة هذه المشاكل في حين أن
الوقت المكرس للدرس قليل جدا .إن الإزعاج في الصف هو المسبب الرئيسي للضغط ,للتآكل
المهني والتقاعد المبكر .هذا الواقع الصعب يواجه جميع المعلمين ,كم بالحري الشباب وقليلي
الخبرة من بينهم ,مع أنه يفترض بهم أن يكتسبوا الآليات خلال تأهيلهم للتدريس .تدل الأبحاث
على أن الطلاب المعدين للتدريس يشعرون في نهاية تعليمهم بأنهم لم يكتسبوا الآليات
الكافية .إن هذا الشعور ليس صدفة – بين المركبات المختلفة لعلم التدريس ,فإن التطرق إلى
الأسس العملية للتدريس بما في ذلك التعامل مع قضايا سلوكية يكون قليلا.
تعتبر الورشة المقترحة نموذجا لدمج معرفة نظرية عن مصادر الإزعاج السلوكي مع آليات
عملية لمواجهة الإزعاج والتعامل معه .يحضر الطلاب أحداثا من حقل التعليم ومن ثم نحللها
ونقترح طرق رد فعل مقبولة.
الدليل الأكاديمي ،)2018( ،صفحة 204