Page 80 - أكاديمية القاسمي: الدليل الأكاديمي 2018/2019
P. 80
والأدوار والعلاقات التبادلية الشخصية التي يعايشها في أسرته .وهناك دائرة بيئية أخرى
وهي البيئة الوسيطة ) ،)Mesosystemوهي البيئة المجتمعية القريبة التي يحتك بها اليافع،
وتشمل هذه البيئة الأنشطة والأدوار والعلاقات الشخصية التي يعايشها خارج أسرته .وتشمل
هذه البيئة تجارب اليافع في نطاق علاقته بالمدرسة (النطاق الرسمي) وعلاقاته بأصدقائه
(نطاق غير رسمي) .ومن ثم البيئة الخارجية ) )Exosystemالتي تعكس الدائرة البيئية
الأبعد .وهذه بيئة لا يكون اليافع فيها بالضرورة شريكاً كفرد لكنها قد تؤثر عليه إلى حد كبير.
هذه هي المتغيرات البيئية التي يت ّم من خلالها تعريف الخلفية الاقتصادية-الاجتماعية والثقافية
لكل إنسان (مثل الديانة والأعراف والأزمات الاقتصادية ومستوى الخدمات والدعم المتوفر
في المجتمع ومدى قدرته وقدرة أسرته على الاستفادة من تلك الخدمات) .هذه هي الأطر
الثلاثة التي حددها برونفنبرنر ويقوم برنامج التعليم بجمع هذه الأطر في النموذج الاحتوائي
لبناء نموذج عملي للعمل.
برنامج التعليم وأهدافه:
انطلاقاً من الإطار الفكري الذي ت ّم استعراضه أعلاه ،فسوف يتبلور برنامج التعليم حول
ثلاثة محاور :عوامل البيئة الصغرى (الخصائص الشخصية والأسرية) وعوامل البيئة
الوسيطة (المدرسة والمجتمع البعيد والقريب) وعوامل البيئة الخارجية (الثقافة والدين
والمجتمع) .وستتمحور الدراسة في كل واحد من تلك العوامل وتتمركز فيها مجموعة معاً.
وإذا كانت النتيجة التي يسعى إلى تحقيقها العديد من برامج إعداد وتأهيل المعلمين هي اعتماد
التوجه الذي يتعامل مع التلميذ بصفته "شخص يجب أن يم ّر بمسار محدد يقود بالتالي بحسب
التوقعات إلى الحصول على نواتج في مجال التحصيل العلمي والسلوكيات المتكيفة" (رازر،
فرشافسكي وبار ساديه ،2011 ،ص ،)33فإن برنامج "التربية الشمولية" سيركز على
تفضيل التعامل مع الفرد والطفل على التعامل مع الصف ومع أداء التلاميذ .وفي التذبذب
القائم أحياناً ما بين التزام المعلم تجاه التلميذ والتزامه تجاه الجهاز التربوي ،سيشدد البرنامج
على فكرة أن هذا صراع يظهر على المستوى المفهوم فقط ولا حاجة بالضرورة إلى ح ّل هذا
الصراع بطريقة ترضي الطرفين .سيقوم التعليم وفق التوجه الشمولي بتعليم الطلاب كيف
يمكن صياغة الحدث بحيث يظل تفضيل التعامل مع الفرد قائماً ولا يُعتبر "إخلالاً" بالالتزام
تجاه الجهاز التربوي .الهدف الذي يصبو إليه البرنامج هو خلق تغيير جوهري في أسلوب
المعلمين/التلاميذ في البرنامج وفي طريقته في التعامل .وبالتالي فإن الغاية المنشودة هي
تأهيل وإعداد طاقم تربوي تداخلي وملتزم بخلق بيئة تعليمية جديدة للتلاميذ وللمعلمين.
بيئة التعلُم الجديدة للتلاميذ هي عمليا عبارة عن طاقم من المعلمين يمتاز بما يلي:
-تعامل مو ّسع وشامل وفردي مع التلميذ مقابل التعامل مع التلميذ من خلال منظور
التحصيل العلمي الض ّيق.
-التزام تجاه التلميذ دون شروط مقابل تقبّل التلميذ المشروط بتحصيله العلمي.
-توقعات لتحصيل علمي عال للتلاميذ مقابل وضع معايير تحصيلية منخفضة.
-تطبيق حدود سلوكية واضحة مع تعاطف مقابل نظام يعتمد على الانضباط والتهديد.
-تنمية وتعزيز مشاعر الفخر والنجاح مقابل إبراز الفشل.
-تعامل متقبّل ومحت ٍو مقابل تعامل نقدي وتغريبي وإقصائي.
-تشخيص وإبراز تسلسل التقدم مقابل رؤية النجاح بمنظور ثنائي.
بيئة العمل الجديدة بالنسبة للمعلم هي جهاز مدرسي يتم ّيز بما يلي:
-تعامل شمولي مع المعلم ومع احتياجاته مقابل التعامل المبني بالأساس على التحصيل
العلمي.
-استثمار كبير في تنمية شخصيّة المعلم المهنية مقابل التجاهل.
الدليل الأكاديمي ،)2018( ،صفحة 79