Page 77 - أكاديمية القاسمي: الدليل الأكاديمي 2018/2019
P. 77

‫والتعليم بيئة ونشاطاً يخلق لهم فرصة للنجاح على المدى البعيد‪ ،‬ولهذا فإن التسرب وعدم‬
                                   ‫النجاح في التعليم لا يشكلان خطراً وجودياً بالنسبة لهم‪.‬‬

       ‫إذن فإن التلاميذ في دائرة الخطورة والإقصاء هم تلاميذ يعيشون ازمة شخصية‬
   ‫ومجتمعية وتعليمية‪ .‬وإن لم تكن المدرسة هي السبب الأساسي‪ ،‬فإن هذه المشكلة باتت‬

                       ‫في نطاق مسؤولياتها ويتعين على طاقم المعلمين التعاطي معها‪.‬‬
                                 ‫ب‪ .‬تلاميذ في دائرة الإقصاء والخطورة – حجم الظاهرة‬

       ‫تحدث معظم سلوكيات الخطورة في سن ‪ 13-18‬سنة حين يبدي التلاميذ ذوي عوامل‬
     ‫الخطورة احتمالات أكبر لانتهاج سلوكيات خطرة مقارنة بعامة الشبيبة ( & ‪.(Gross‬‬
    ‫‪ Capuzzi ,2004‬وعلى صعيد مقابل هناك من يعتقدون أن نصف الشبيبة فقط في سن‬
    ‫‪ 10-17‬سنة يقعون في دائرة الخطر وربعهم تقريباً تتهددهم خطورة عالية ‪Granero,‬‬

                                 ‫)‪.)Ezpeleta,; de la Osa,; Doménech, 2009‬‬

       ‫وكما أسلفنا ليست هناك معطيات عن قياسات مباشرة لحجم التلاميذ الواقعين في دائرة‬
      ‫الإقصاء والخطورة‪ .‬وفي تقرير لجنة غوجانسكي (‪ )2002‬الذي تناول التسرب العلني‬
‫والخفي لم نجد سوى تقديرا لتسرب خفي لتلاميذ في دائرة الخطورة بنسبة ‪ 30%-10%‬دون‬
 ‫توزيع ما بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي‪ .‬بوسعنا كذلك الحصول على تقديرات غير‬
   ‫دقيقة من خلال المعطيات بشأن الشبيبة في دائرة الخطر وعن التسرب العلني‪ .‬ومن خلال‬

        ‫تحليل المعطيات التي تدمج التسرب مع الخطورة وجدت الباحثتان سابو‪-‬لال وحسين‬
 ‫(‪ )2011‬أن ما نسبتهم ‪ 16%‬من الأطفال في مراحل الدراسة الابتدائية و ‪ 36%‬من الشبيبة‬
  ‫الذين ت ّم تشخيصهم في دائرة الخطر "يتغيبون عن المدرسة في أحيان متقاربة" وأن ‪19%‬‬
‫من تلاميذ المرحلة الابتدائية و ‪ 47%‬من الشبيبة في دائرة الخطر "لا يشاركون في التعليم أو‬
 ‫في العمل المدرسي"‪ .‬وهذه المعطيات ذات مغزى مزدوج؛ تداخل كبير بين "شبيبة في دائرة‬
  ‫الخطر" وبين "تلاميذ في دائرة الخطر" وحجم الظاهرة الواسع‪ .‬لقد قالت لجنة غوجانسكي‬
‫منذ عام ‪ 2002‬أنه يوجد احتمال بأن "نسبة التلاميذ في دائرة الخطر" قد كبرت بشكل ملحوظ‬
 ‫في حين ظل هؤلاء التلاميذ والشبيبة رسمياً داخل المدرسة ولكن دون تلبية احتياجاتهم‪ ،‬وأن‬
   ‫اندماجهم في الجهاز التربوي ونسبة استفادتهم من هذا الجهاز ضئيلة وغير ملموسة (انظر‬
‫كذلك سابو‪-‬لال وحسين‪ .)2011 ،‬وعلى ضوء معطيات أداء وحضور التلاميذ في البلاد فمن‬

    ‫الجائز جداً الاعتقاد أنه عند التوزيع على مجتمعات سنجد أن الأعداد في المجتمع العربي‬
  ‫أكبر بكثير منها في المجتمع اليهودي؛ وبتقدير رازر فإنها لا تقل عن الضعف (فارشافسكي‬

                                                                  ‫وبار ساديه‪.)2011 ،‬‬
 ‫ومن المنظور الاجتماعي فإن التعامل مع عوامل الخطورة ومعالجتها والتعاطي مع التلاميذ‬
‫في دائرة الخطر هي مهمة قطرية‪ .‬وبالفعل فقد بدأت الحكومة في عام ‪ 2007‬بتطبيق المرحلة‬
  ‫الأولى من المشروع القطري للأطفال والشبيبة في دائرة الخطر وفقاً لتوصيات لجنة شميد‪.‬‬

      ‫والمصادقة على المشروع المقترح هنا ستتوافق بتقديرنا مع تو ّجه ونيّة الحكومة للعناية‬
    ‫بالتلاميذ الذين في دائرة الإقصاء والخطر عامة والتلاميذ العرب الذين في دائرة الإقصاء‬

                                                         ‫والخطر على وجه الخصوص‪.‬‬

                                    ‫ج‪ .‬العناية بالتلاميذ في دائرة الخطر وبرنامج التأهيل‬
   ‫لم تُتخذ حتى الآن خطوات كبيرة في سبيل تقديم العناية المر ّكزة للتلاميذ الواقعين في دائرة‬
   ‫الخطر والإقصاء؛ فيما كانت هناك محاولات للتعاطي مع ظاهرة الأطفال والشبيبة في الفئة‬
     ‫الأكبر التي تشمل شبيبة في دائرة الخطر‪ ،‬وقد حاولت الأجهزة التربوية وأجهزة الإنعاش‬
 ‫الاجتماعي سابقاً العناية بالشبيبة المه ّمشين والمتروكين والمتورطين في الأعمال الجنائية‪ ،‬بل‬

     ‫ولقد سعت إلى منع تسرب التلاميذ من الجهاز التربوي‪ ،‬لكن نجاحها في هذا المجال كان‬
‫محدوداً‪ .‬وقد ت ّم تطبيق ثلاثة أساليب أساسية في محاولة التعامل مع ظاهرة الشبيبة الواقعين في‬

  ‫دائرة الخطر‪ .‬وكان أحد تلك الأساليب يستهدف التلاميذ تحديداً وشمل برامج مختلفة لتحسين‬

                         ‫الدليل الأكاديمي‪ ،)2018( ،‬صفحة ‪76‬‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82