Page 78 - أكاديمية القاسمي: الدليل الأكاديمي 2018/2019
P. 78

‫التعلم وتحسين أداء المدرسة بالنسبة لكافة التلاميذ‪ ،‬وذلك أملاً في أن تسهم هذه البرامج في‬
‫تحسين أحوال التلاميذ الواقعين في دائرة الخطر وتؤدي بالتالي إلى سدّ الفجوات ومنع التسرب‬

    ‫الخفي والدفع باتجاه انخراط هؤلاء التلاميذ بشكل أفضل في الحياة المدرس ّية‪ .‬أما الأسلوب‬
     ‫الثاني فقد شمل برامج مخصصة للشبيبة في دائرة الخطر؛ في حين شمل الأسلوب الثالث‬
     ‫برامج للأطفال والشبيبة في دائرة الخطورة والإقصاء يت ّم تطبيقها في الصفوف وفي أطر‬
    ‫خاصة مثل المسار العادي لشهادة التوجيهي (بجروت) أو صفوف تح ٍدّ كتلك الموجودة في‬
     ‫الكثير من المدارس‪ .‬لقد ت ّم تطبيق برامج مشتقة من الأساليب الثلاثة بدرجات متفاوتة في‬
      ‫مدارس مختلفة‪ ،‬وقد كانت محصلة استعراض مختلف تلك البرامج هي ما كتبته كوهين‪-‬‬

         ‫نافوت (‪ )2003‬ومفاده أنه "في حين لا يت ّم عادة تقديم دراسات لتقدير برامج التدخل‬
       ‫الخارجية‪ ،‬فإن دراسات تقدير الاستراتيجيات التي ت ّم بناؤها داخل المدرسة تكاد تكون‬
 ‫معدومة" (ص ‪ .)9‬وبكلمات أخرى‪ ،‬فبعد كل هذا الجهد والاستثمار نحن لا نعرف بعد ما هي‬
   ‫أنجع الطرق للعناية بالشبيبة في دائرة الخطورة‪ ،‬وعلى ضوء حجم هذه الفئة الكبير يبدو أن‬

                                               ‫مختلف البرامج لم تكن ناجعة بالقدر الكافي‪.‬‬
   ‫يوجد كذلك برامج لتأهيل قوى بشرية للعمل في مجال النهوض بالشبيبة في دائرة الخطورة‬

       ‫(ليست هناك برامج للأطفال والشبيبة في دائرة الخطورة والإقصاء)‪ ،‬لكن أعدادها قليلة‬
  ‫وتستهدف أساساً الأطفال والشبيبة المتسربين من الجهاز التربوي‪ .‬هذه البرامج ليست غايتها‬
  ‫إعداد وتأهيل مد ّرسين في الجهاز التربوي الرسمي على الرغم من أنهم موجودون على خط‬
 ‫التعامل الأمامي مع التلاميذ الواقعين في دائرة الخطورة والتلاميذ متعددي الاحتياجات‪ .‬هناك‬

     ‫برنامج واحد فقط من هذا القبيل في كلية أورانيم (منذ سنة ‪ )2007‬وعنوانه "تربية وتعليم‬
    ‫للتلاميذ في دائرة الإقصاء" وغايته كما توحي تسميتها هي "إعداد معلمين يتمتعون بوعي‬
      ‫اجتماعي ومبدئي عال وذوي قدرات على التعامل بشكل فعّال مع الإقصاء المجتمعي في‬
    ‫التربية"‪ .‬يستهدف البرنامج جمهور المعلمين العاملين في التربية الرسمية‪ ،‬ويقترح تأهيلهم‬
‫للتعامل مع تلاميذ متعددي الاحتياجات من خلفيات خطورة مختلفة ويتهددهم خطر التسرب من‬
    ‫الجهاز التربوي‪ .‬الدراسة في هذا البرنامج هي لنيل اللقب الثاني‪ .‬وهناك برنامج تعليم آخر‬
    ‫مناسب في كلية بيت بيرل‪ ،‬وهو برنامج دراسة لنيل اللقب الأول‪ ،‬بيد أن كلية بيت بيرل قد‬
 ‫قدمت في عام ‪ 2011‬طلباً لفتح برنامج تعليم كذلك لنيل اللقب الثاني‪ .‬والهدف من تلك البرامج‬
‫(البرنامج القائم والبرنامج المطلوب) هو تأهيل قوى بشرية ماهرة للنهوض بالتلاميذ في دائرة‬

                              ‫الإقصاء والخطورة والأزمة في الأطر التربوية غير الرسمية‪.‬‬
                 ‫أ‪ .‬التلاميذ العرب في دائرة الإقصاء والخطورة – التحدي والاستجابة‬
 ‫إن جميع البرامج المذكورة أعلاه لا تفي بالاحتياجات على أرض الميدان‪ ،‬ومن المؤكد‬
‫أنها لا تفي بحاجة المجتمع العربي‪ .‬ليس هناك برنامج تأهيل ُيكسب المعلمين مهارات وأدوات‬
     ‫للتعامل مع تلاميذ عرب في دائرة الإقصاء والخطورة‪ .‬ومن المنظور الأوسع فإن الواقع‬
      ‫المركب الذي يعيشه المجتمع العربي في البلاد يؤثر إلى حد كبير على الجهاز التربوي‬
  ‫العربي‪ .‬حيث أن ما يتعرض له المجتمع العربي في إسرائيل من تغيرات اجتماعية متلاحقة‬
     ‫وسريعة إلى جانب ثقافته المميّزة يخلقان معاً صراعا دائما لدى أفراده ما بين الرغبة في‬
     ‫الحفاظ على الحضارة والتقاليد العربية وما بين الميل للانفتاح وتبني مبادئ وقيم غربية‪.‬‬
‫وهكذا وبرغم رغبتهم في التغيير والتطور‪ ،‬ولكونهم أنفسهم نتاج التربية العربية التقليدية‪ ،‬فإن‬
   ‫كثيرا من المعلمين يقومون باستعادة ما اكتسبوه على مقاعد الدراسة‪ ،‬ويجدون صعوبة في‬
   ‫تبني مفاهيم تربوية تختلف عن مفاهيم مربيهم المعلمين‪ .‬فمعظم المعلمين العرب يواصلون‬
     ‫استخدام الأساليب التربوية التقليدية (التعليم المباشر‪ ،‬ضبط النفس المتواصل‪ ،‬الانضباط‬
‫الصارم ومفهوم ضيق لنطاق الوظيفة) والإبقاء على علاقات غير متناسقة بين التلميذ والمعلم‬
      ‫(ممارسة صلاحيات بحكم الوظيفة كطريقة للردع)‪ .‬وهذا الصراع يصعّب عليهم بلورة‬
      ‫مواقف تربوية متفهمة للنواقص التي تميز التلاميذ في دائرة الخطر‪ ،‬حيث يشكل هؤلاء‬

                                          ‫التلاميذ نسبة عالية في الجهاز التربوي العربي‪.‬‬

                         ‫الدليل الأكاديمي‪ ،)2018( ،‬صفحة ‪77‬‬
   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83