Page 76 - أكاديمية القاسمي: الدليل الأكاديمي 2018/2019
P. 76
المدارس .وعليه سيكون التعامل في الحالات المنطبقة مع تلاميذ في دائرة الإقصاء
والخطورة لتمييزهم عن شبيبة في دائرة الإقصاء والخطورة.
وقد نشأت الحاجة إلى تعريف مجموعة بصفتها "شريحة في دائرة الإقصاء والخطورة" على
خلفية لزوم تعريف ورصد الشريحة التي تحتاج إلى مساعدة وبناء برامج وقائية وعلاجية
مناسبة على غرار الخطة المقترحة هنا .ولإتاحة تركيز النقاش والعمل بشكل مقبول ،فقد
تبنت الحكومة الإسرائيلية تعريفاً اصطلاحياً واحداً لعبارة "أطفال وشبيبة في دائرة
الخطورة" بناء على توصيات لجنة شميد (:)2006
أطفال وشبيبة في دائرة الخطورة هم أطفال وشبيبة يعيشون في حالات تهددهم وتع ّرضهم
للخطر في أسرهم وفي محيطهم ،ما يؤدي بالتالي إلى الانتقاص من قدرتهم على تحصيل
حقوقهم بموجب الميثاق الدولي لحقوق الأطفال في مجالات عدة ،ومنها :المعيشة المادية؛
الصحة والنمو؛ التعلم واكتساب المهارات؛ الحماية من الآخرين والحماية من تصرفاتهم
الشخصية التي تشكل خطراً عليهم أنفسهم.
حاول كثيرون ترجمة هذا التعريف الرسمي المؤسس على الاعتداء على الحقوق إلى لغة
عملية ،حيث لا مجال بدون هذه اللغة إلى معرفة الطفل الواقع في دائرة الخطورة .وقد ذكرت
الخطة القومية في قرار الحكومة عدداً من الحالات التي قد تزيد من الخطورة مثل الصعوبات
الاقتصادية والأزمات الأسرية والهجرة والعيش في بيئة فقيرة أو خطرة وما إلى ذلك من
حالات .وهذه تشبه إلى حد ما الخصائص والتعريف التي وضعها برت ورزنيك (1996
)Burt & Resnick,حيث وضعا تعريفاً لمصطلح "خطورة" بناء على أربعة مركبات:
)1عوامل الخطورة ( :(Risk Factorsوهي ثلاثة عوامل تقع في نطاق محيط
الطفل القريب وتؤثر عليه سلباً :الفقر ،الأسرة العاجزة والبيئة المجتمعية الإجرامية.
)2علامات الخطورة ) :(Risk Markersوهي تصرفات غير طبيعية تش ّكل مع
وجود عوامل الخطورة إنذاراً بشأن وجود احتمال كبير للتسرب من الأطر
ولممارسة السلوكيات السلبية.
)3سلوكيات الخطورة ( :)Risk Behaviorsسلوكيات الخطورة هي سلوكيات من
شأنها إيذاء الطفل أو اليافع إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .وعند ائتلافها مع
عوامل وعلامات الخطورة آنفة الذكر ،فقد تتجسد السلوكيات بالتغيب عن المدرسة
والتدخين وتعاطي المشروبات الكحولية والمخدرات وممارسة الجنس في سن
مبكرة ومعاشرة المجموعات العدوانية.
)4نتائج الخطورة ( :)Risk Outcomesنتائج الخطورة الناجمة عن ائتلاف جميع
العوامل المذكورة مثل الأبوة المبكرة والتشرد والدعارة وتعاطي المخدرات
ومخالفة القانون والانتحار والتسرب والانفصال عن الجهاز التربوي وعن
المجتمع.
لكن حين تتيح لنا تلك الخصائص ترجمة مصطلح الشبيبة الواقعة في دائرة الخطورة إلى
وقائع عملية ،فإننا نجد صعوبة أكبر في تعريف مصطلح الإقصاء .لقد وجدنا تعريفات مختلفة
للمصطلح (انظر على سبيل المثال رازر ،)2000غير أنها تعريفات ضيقة وغير وافية .اما
فيما نحن بصدده فقد ت ّم تعريف الإقصاء بأنها عملية تهميش ()marginalization
ديناميكية ينشأ عنها لدى الفرد أو المجموعة بقصد أو بغير قصد شعور بالاقصاء وعدم
المشاركة وعدم الانتماء والنبذ .الأطفال والشبيبة ضحايا الإقصاء يعيشون في دوامة إقصاء
متحركة قد تنشأ في بيئات حياتية مختلفة كالأسرة والمجتمع والمدرسة .وقد قامت الدكتورة
ميخال رازر بتمييزهم بصفتهم "شبيبة" يعايشون أزمة ويجدون صعوبة في التك ُيّف مع
الجهاز التربوي العادي ()2010؛ إمكانياتهم سليمة ومع ذلك فإن تحصيلهم العلمي متدن في
أغلب الأحيان ويلازمهم الشعور بالفشل .التلاميذ في حالة الإقصاء يتغيبون كثيراً عن
المدرسة ويشعرون بالاغتراب عنها ومعرضون للتسرب منها .إنهم لا يرون في المدرسة
الدليل الأكاديمي ،)2018( ،صفحة 75