Page 79 - أكاديمية القاسمي: الدليل الأكاديمي 2018/2019
P. 79
البرامج القائمة حالياً لإعداد معلمين يعلمون تلاميذ في دائرة الخطورة لا تراعي خصوصية
المجتمع العربي والأسرة العربية والمدرسة العربية ،ذلك فإن تلك البرامج غير ُمعدة للمجتمع
العربي .وعليه فإن إعداد مربين لبناء المنظومة التربوية/الوقائية للتلاميذ العرب في دائرة
الخطورة والإقصاء يجب أن يتم من خلال برنامج مرصود لهذه الغاية وينطلق من منظور
اجتماعي/ثقافي أوسع .واحتمالات خلق التغيير المطلوب تتأتى فقط من خلال برنامج يحاول
ش ّق طريق ،يسمح من الناحية الأولى بحفظ مقومات المجتمع العربي الثقافية ويوفر من
الناحية الثانية فرصة للتجربة الشخصية والتحدي الفكري المتمثل في الانفتاح والمرونة
والقبول .وهذه هي مقومات برنامج "التربية الاحتوائية للتلاميذ في دائرة الخطورة
والإقصاء" المعروض هنا.
أهداف البرنامج:
إن الهدف العام من البرنامج هو إعداد قوى بشرية بمستوى دراسة للقب الثاني ،حيث تشكل
هذه القوى العمود الفقري المهني لاستجابة الدولة لتحدي تربية التلاميذ العرب في دائرة
الخطورة والإقصاء والاعتناء بهم ،وبالتحديد:
.1يسعى البرنامج لإعداد المشاركين فيه للعمل في تن ّوع كبير من الوظائف المطلوبة لأجل
النجاح في إنجاز مهمة تربية التلاميذ العرب في دائرة الخطورة والإقصاء والاعتناء بهم
على مختلف فئاتهم العمرية؛ وأولها إعداد المعلمين للتعليم في المدارس وكذلك إعدادهم
للقيام بوظائف الإرشاد والتوجيه.
.2يسعى البرنامج كذلك إلى إعداد كادر أكاديمي ُمتميز لمأسسة هذه المهنة وتطويرها،
وأخصائيين بمقدورهم تطوير معلومات ومعارف وبحث وتدريس لتربية وتعليم التلاميذ
في دائرة الخطورة والإقصاء.
الإطار الفكري للبرنامج ومسوغاته ومبادؤه:
لا بدّ أن تنبثق مبادئ برنامج التعليم المتماسك من إطار فكري/نظري ،وفي الواقع توجد هناك
وجهات نظر مختلفة تصلح لأن تُستخدم مسوغاً لبرنامج تعليم وإعداد معلمين لتلاميذ في
دائرة الخطر ،فمن جملة تلك النماذج المحتملة وقع الاختيار في أكاديمية القاسمي على اعتماد
نموذج برونفنبرنر ( )Bronfenbrenner, 1992كإطار للدراسة للقب الثاني ،وهو
نموذج نظرية الجهاز البيئي ( )Ecological System Theoryوتطبيقه في الاتجاه
والمفهوم التربوي الاحتوائي (مور.)2010 ،
الإطار الفكري لبرنامج التعليم:
إن ما يتميز به برنامج التأهيل المقترح هنا هو الدمج بين التوجه الاحتوائي وبين تطبيق
النموذج البيئي/الشمولي الذي وضعه برونفنبرنر ( .)1992يركز التو ّجه الاحتوائي على
الالتزام المزدوج لجميع الجهات التربوية ليشمل ما يلي في دائرة مسؤوليتهم ومشاركتهم( :أ)
جميع التلاميذ الواقعين في نطاق مسؤوليتهم و (ب) جميع المجالات المناسبة (الشخصية
والاجتماعية والعائلية وما إلى ذلك) لأداء الطفل في المدرسة.
الجهاز البيئي الذي اقترحه برونفنبرنر ( )1992يشكل القاعدة النظرية لأحد أكثر النماذج
المتبعة لتشخيص وتحليل ظواهر شخصية واجتماعية ،وكذلك ظاهرة الخطورة في أوساط
البالغين ( .(Gross & Capuzzi, 2008إنه توجه متعدّد الأبعاد ويت ّم ممارسته من خلال
التعامل مع التفاعلات المر ّكبة بين معطيات الإنسان ومعطيات بيئته القريبة والبعيدة .ويجمع
هذا التوجه ما بين نظريات تط ّور اليافعين وبين نظريات -بيئية -محيطية فيما يخص الزملاء
والأسرة والمدرسة والمجتمع الأوسع لليافع ،وكذلك البيئة القريبة /الأسرية أو البيئة الصغرى
( )Microsystemالتي تتبلور بواسطة خصائص اليافع وأهله وتشمل منظومة الأنشطة
الدليل الأكاديمي ،)2018( ،صفحة 78